مفهوم الصلاة لغة واصطلاحاً:
الصلاة في اللغة: الدعاء.
وفي المفهوم الشرعي ومصطلح الفقهاء هي: أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم .
2. أدلة مشروعيتها وفضلها:
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وقد ثبتت مشروعيتها بالكتاب والسنة والإجماع.
3. فضل الصلاة:
قال الله تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } [لعنكبوت: 45]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من
درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو
الله بهن الخطايا ) متفق عليه.
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: (ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها، وخشوعها،
وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر
كله ) رواه مسلم.
4. الحكمة من مشروعيتها:
إن الصلاة من أجل الأذكار وأفضل الطاعات، وهي تعبر عن منتهى الخضوع
والعبودية، فيتمثل فيها عظمة الخالق وذل المخلوق، وقد جمعت فنوناً من
العبادة فهي تشتمل على التكبير والقراءة والقيام والركوع والسجود والذكر
والقنوت والدعاء، فلذلك كانت الركن الثاني بعد الإيمان.
والأصل في مشروعية الصلاة وكل عبادة أخرى إما القيام بشكر المنعم على ما
أنعم، وإما أداء حق الطاعة والعبودية وإظهار التواضع والذلة. وقد اشتملت
الصلاة على كل منهما، فمن الحكم الجليلة أن الصلاة وجبت شكراً للنعم
العظيمة والتي منها: نعمة الخلق حيث كرم الله النوع الإنساني بالتصوير على
أحسن صورة وأحسن تقويم، حتى لا نرى أحداً يتمنى أن يكون على غير هذه
الصورة، قال تعالى: {وصوركم فأحسن صوركم } [غافر:64]. وقال أيضاً: {لقد
خلقنا الإنسان في أحسن تقويم } [التين:4]. ومنها: نعمة سلامة الجوارح عن
الآفات، إذ بها يقدر على إقامة مصالحه، ومنها: نعمة المفاصل اللينة التي
بها يقدر على استعمال جوارحه في الأحوال المختلفة، أعطاه الله ذلك كله
إنعاماً محضاً من غير أن يسبق منه ما يوجب استحقاق شيء من ذلك، فأمرنا
باستعمال هذه النعم في طاعة المنعم شكراً لما أنعم، إذ من شكر النعمة
استعمالها في طاعة المنعم. ثم الصلاة تجمع استعمال جميع الجوارح الظاهرة
من القيام والركوع والسجود والقعود ووضع اليد موضعها وحفظ العين، وكذلك
الجوارح الباطنة من شغل القلب بالنية، وإشعاره بالخوف والرجاء، وإحضار
الذهن والعقل والتعظيم والتبجيل، ليؤدي كل عضو شكر الإنعام به.
وفي الصلاة: إظهار سمة العبودية لما فيها من القيام بين يديه تعالى وإحناء
الظهر له وتعفير الوجه بالأرض والجثو على الركبتين والثناء عليه وغير ذلك.
ومنها: أنها مانعة للمصلي عن ارتكاب المعاصي، لأنه إذا قام بين يدي ربه
خاضعاً متذللاً مستشعراً هيبة الرب جل جلاله خائفاً تقصيره في عبادته كل
يوم خمس مرات عصمه ذلك من اقتحام المعاصي، وذلك قوله تعالى: {إن الصلاة
تنهى عن الفحشاء والمنكر } [العنكبوت:45]. ومنها: أنها جعلت مكفرة للذنوب
والخطايا والزلات والتقصير، إذ العبد في أوقات ليله ونهاره لا يخلو من
ارتكاب ذنب أو خطأ أو تقصير في العبادة، قال تعالى: {إن الحسنات يذهبن
السيئات } [هود: 114].